ثعلب إفريقيا وجنرال الإبل.. مخطط نجيب ساويرس و«حميدتي» للسيطرة على ثروات السودان
بالتزامن مع اشتداد الحرب والانقسام في دولة السودان، فوجئ المصريين بموقف غامض لرجل الأعمال نجيب ساويرس أحد أباطرة البيزنس في مصر، معلنًا تأييده محمد حمدان دقلو المُلقب بـ«حميدتي» قائد قوات الدعم السريع في معركتها مع القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
ونشر «ساويرس» تغريدة باللغة الإنجليزية بالتزامن مع بداية الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، قال خلالها إن قوات الدعم السريع تهدف لتسليم السلطة لحكومة مدنية بتوقيع الاتفاق الإطاري متهمًا «البرهان» برفض توقيعها.
ففي الوقت التي تتحفظ الدبلوماسية المصرية باختيارها الوقوف في موقع الحياد وعدم دعم طرف ضد الآخر في الأزمة السودانية، طلّ «ساويرس» برأسه متحديًا الجميع معلنًا دعمه للميليشيات على حساب القوات المسلحة النظامية بالخرطوم.
محاولات فك اللغز
موقف «ساويرس» آثار لغطًا واسعًا وتساءل البعض عن لغز اتخاذ رجل الأعمال المصري المُلقب بـ«ثعلب إفريقيا» هذا الموقف المؤيد لقوات الدعم السريع، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول العلاقة الخفية بينه وبين «حميدتي» وهل هناك مصالح اقتصادية تقف وراء هذا الموقف السياسي.
الغريب في الأمر، أن «حميدتي» وجّد وقتها أنه لا يتابع أحد على حسابه الرسمي عبر منصة «تويتر» سوى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس.
وبعد ساعات عاد «حميدتي» لتصحيح الموقف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لغلق الباب أمام أي محاولات لفك طلاسم علاقته الخفية بـ«ساويرس» بأن قام بمتابعة 20 شخصًا آخرين من بينهم الرئيس السيسي.
وفي نفس التوقيت خرج الملياردير المصري من خلال تغريدة له على «تويتر»؛ لينفي أي علاقة أو ارتباط ما بين موقفه السياسي في دعم قوات الدعم السريع، واستثماره في الذهب بالسودان.
وأكد «ساويرس» أن موقفه الداعم لـ«حميدتي» يتعلق برغبته في أن يرى حكمًا مدنيًا ديمقراطيًا في السودان.
وأضاف: «يا عم سيبكم من موضوع الذهب ده.. الحكاية مش كده صدق أو لا تصدق، نفسنا نشوف حكم ديمقراطي مدني في بلدنا السودان.. هل ده مطلب صعب؟».
واختتم «ساويرس» التغريدة، قائلًا: «بالنسبة للذهب أيوة أنا راجع اشتغل فيه في السودان بعد خروجي من أرياب وبتفاوض مع مجموعات كثيرة عندها امتيازات استكشاف لكن لا علاقة بالأمر ده وموقفى من أطراف الحرب وزي ما أنت حر أنا حر في موقفي حتى لو اختلفت مع موقف حكومتي!».
زيارة غير معلنة للخرطوم
وبالتدقيق وتوسيع عملية البحث حول تلك العلاقة الخفية، اكتشف «محرر النبأ» بعض الكواليس التي تفك خيوط التشابك، والتي جاءت على رأسها الزيارة غير المعلنة لـ«ساويرس» إلى السودان أكتوبر من عام 2021، والتي تمركزت في منطقة شنعاب بولاية البحر الأحمر شرق السودان.
سبق تلك الزيارة بعام كامل، خروج تصريحات صحفية لـ«ساويرس»، تشير إلى عزمه شراء المزيد من مناجم الذهب تحت الأرض في قارة إفريقيا.
وأضاف نجيب ساويرس، أنه يتطلع إلى الاستحواذ على مناجم عمرها 10 سنوات على الأقل والتي يبلغ إنتاجها السنوي ما بين 150 إلى 250 ألف أوقية.
تجربة ساويرس الأولى
ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها «محرر النبأ»، خاض نجيب ساويرس تجربة سابقة في الاستثمار في التعدين والذهب بالسودان من خلال امتلاكه 44% من حصة شركة أرياب للتعدين عام 2012 وامتد استثماره حتى عام 2015 حينما طلب من الحكومة السودانية أن تترك له الشركة ويشتري نصيبها كاملًا لينتهي الأمر ببيع «ساويرس» حصته كاملة للحكومة السودانية آنذاك.
شركة أرياب -حسب المعلومات التي توفرت لـ«النبأ»- تمتلك مناجم لمعادن الذهب والفضة والنحاس في منطقة أرياب بولاية البحر الأحمر السودانية.
وبدأ المشروع حينها بالتعاون ما بين الحكومة السودانية متمثلة في الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، والحكومة الفرنسية؛ ليدخل عقب ذلك الملياردير المصري نجيب ساويرس شريكًا في المشروع.
ومع انطلاق المشروع امتلكت الحكومة السودانية النسبة الأكبر من الحصة بنصيب 56%، فيما امتلكت الحكومة الفرنسية 44%، ثم قامت الحكومة السودانية ببيع جزء من أسهمها لـ«ساويرس» في صفقة لم يُعلن عن تفاصيلها في وقتها لتنخفض حصة الحكومة السودانية إلى 12%، لتعود في أبريل من عام 2015 حكومة الخرطوم لشراء حصة «ساويرس» مرة أخرى في صفقة وصلت لـ100 مليون دولار.
وبلغ إنتاج شركة أرياب من الذهب في عام 2015 -وقت انسحاب «ساويرس» وبيع حصته كاملة للحكومة السودانية- نحو 1.5 طن من الذهب، فيما تبلغ الاحتياطات المؤكدة بمناجم الشركة إلى ما يساوي 17 مليار دولار، وذلك في موقعين فقط من 10 مواقع تمتلكهم شركة أرياب.
واحتفظ «ساويرس» بعلاقاته المتشعبة في دولة السودان الشقيقة منذ بيع حصته في شركة أرياب عام 2015 وحتى زيارته الخفية التي أجراها في عام 2021.
وخلال تلك المدة استفحلت قوة محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي» الذي اشتهر في شبابه بتجارة الإبل والأغنام، ليسيطر على جبال الذهب في السودان، والتي على رأسها جبل عامر الواقع في منطقة السريف بني حسين في ولاية شمال دارفور، والذي يُعد ثالث أكبر منجم ذهب في إفريقيا.
وقتها، سيطرت ميليشات الجنجويد على منطقة جبل عامر بالكامل، وهي الميليشيا الرئيسية التي تكون منها قوات الدعم السريع التي قادها «حميدتي» ليحصل على رتبة عسكرية رغم عدم انتمائه قط للمؤسسة العسكرية وذلك وفق مرسوم رئاسي أصدره عمر البشير عام 2013.
إحصائية:
16 مليار دولار حجم ما تصدره السودان سنويًا من الذهب وفقًا لتقرير حقوقي نشرته منظمة جلوبال ويتنس عام 2019
وأطلق «البشير» يد «حميدتي» بلا رقيب في تهريب وبيع الذهب عن طريق إحدى الشركات التي تملكها أسرته وتحمل اسم «مجموعة الجنيد».
وفي أعقاب ذلك كشفت مجموعة من التقارير الصحفية، أن مجموعة الجنيد تجاوزت في أحيان كثيرة قواعد البنك المركزي السوداني المنظمة لعملية تصدير الذهب خارج السودان.
أصابع الاتهام
لم تتوقف أصابع الاتهام إلى «حميدتي» وعلاقته الوثيقة بأعمال نهب والسيطرة على مناجم الذهب في السودان عند هذا الحد، بل حصلت «النبأ» على نسخة من تقرير حقوقي نشرته منظمة جلوبال ويتنس عام 2019 -إحدى المنظمات الحقوقية التي تعمل في مجال مكافحة الفساد- يكشف العديد من الأسرار التي كانت بمثابة «الصندوق الأسود» لـ«عائلة حميدتي» التي أصبحت طرفًا أساسيًا في صناعة تعدين الذهب والسيطرة على العديد من المناجم.
ويشير تقرير المنظمة، إلى أن شركة «الجنيد» التي أنشئت عام 2009 عن طريق عبد الرحمن حمدان دقلو، «شقيق حميدتي» هي الواجهة الرئيسية والستار لتصدير الذهب السوداني لعدد من الدول الإقليمية وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف التقرير، أن شركة الجنيد تمتلك حسابًا بنكيًا باسمها في بنك أبوظبي الأول الإماراتي، والذي شهد تسديد دفعات نقدية وتحويلات بنكية له مقابل تصدير الذهب.
ولفت التقرير، إلى أن السودان كانت تُصدر سنويًا من الذهب ما يساوي قيمته 16 مليار دولار.
صندوق لامانشا
وبالعودة إلى علاقة نجيب ساويرس بالاستثمار في الذهب بالسودان، كشف مسئولي شركة لامانشا القابضة المملوكة لعائلة ساويرس والذي يتولى مجلس إدارتها «نجيب» في شهر يوليو من عام 2021، عن إنشاء صندوق استثمار طويل الأجل مقره في لوكسمبورج متخصص في مجال تعدين الذهب بشكل أساسي.
لامانشا هي شركة خاصة للذهب مملوكة لعائلة ساويرس، ولديها استثمارات في إنديفور للتعدين المدرجة في تورونتو وهي شركة لديها عدد كبير من المناجم في إفريقيا، وإيفوليوشن للتعدين الأسترالية.
وفي شهر فبراير من العام الجاري 2023، التقى المهندس أحمد خيري، مدير تنمية الموارد بشركة لامانشا المملوكة لـ«عائلة ساويرس» بوزير المعادن السعودي محمد بشير عبدالله.
وأكد «خيري» خلال اللقاء أن نجيب ساويرس يعتزم العودة للاستثمار في قطاع التعدين بالسودان وذلك حسب تصريحات لوكالة السودان للأنباء -وهي الوكالة الرسمية للبلاد-.
وكشف «خيري» عن وجود إحدى شركات ساويرس التي تعمل في مجال البحث عن الذهب والتي قال إنها في مرحلة الاستكشاف.
وأكد أن هناك خطوات جيدة وتقدم ممتاز في هذا المجال، وهناك المزيد من الفرص للتقدم في الاستثمار التعديني بالسودان.
وبحسب مسئولي لامانشا، فإن التركيز سيكون منصبًا على التعدين عن الذهب لكن الفرصة مواتية حاليًا للاستثمار في مجالات تعدينية أخرى كالطاقة وغيرها.
لغة المصلحة والأوطان
من جانبه، يقول الدكتور عبد اللطيف مشرف، الباحث في العلاقات الدولية، إن هناك قاعدة اقتصادية واضحة تفسر موقف نجيب ساويرس من الحرب الدائرة في السودان ألا وهي «المال لا يعرف وطن.. المال يعرف المصلحة البحتة فقط لا غير».
وأضاف «مشرف» أنه يجب الالتفات عند الحديث عن موقف ساويرس الأخير من دعمه لـ«حميدتي» أنه في النهاية موقف رجل أعمال يمارس سلطته في ماله ومصالحه الاقتصادية وهو ما قد يختلف عن موقف الدولة التي يحكمها السيادة والعمق الاستراتيجي ورؤية الحكومة وأيديولوجيتها، معقبًا: «نجيب يتعامل بمنطق سأعطيك بقدر ما ستعطيني، إنما موقف الدولة غير، فهو دائمًا يتسم بالتوازن».
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية، أن الدولة المصرية تعلمت من الماضي حينما وقعت في خطأ عدم ممارسة التوازن السياسي في ليبيا وهو ما كلف الدولة الكثير في هذا الملف، وكان من الممكن أن يجرّ الدولة لحروب وصراعات في ليبيا وفي اللحظات الأخيرة تم التعامل بحنكة وتعلمت الدولة المصرية من هذا الدرس وطبقت الدرس بحرفية في القضية السودانية».
وتابع: «من أربع سنوات نجيب ساويرس قال إنه حول أغلب ثروته لذهب ما يعني أنه لديه مصادر عالمية وهنا نجيب ساويرس من وجه نظري جزء من نظام الشركات العابرة للقارات وهي نوع من أنواع التدخل في اقتصاديات الدول الصغرى عن طريق رجال أعمال معينين ويدير تلك الشركات القوى العالمية العظمى».
وبعيدًا عن التشكيك في أن عائلة «ساويرس» ضمن هذه الدائرة التي تديرها القوى الدولية للتدخل في قرارات الدول النامية والصغرى والناشئة ذات الموضع الاستراتيجي على مستوى الاقتصاد، يرى الدكتور عبد اللطيف مشرف، أن نجيب ساويرس أصبح محور وإشكالية كبيرة في مصطلح الشركات العابرة للقارات ومتعددة الجنسيات التي تتبع القوى الدولية بطبيعة الحال.
وأوضح «مشرف» أن الدول تحول فكرها مع إعلان روسيا والصين تحول الفائض النقدي الخاص بهم من الدولار إلى الذهب والذي بطبيعة الحال أدى إلى البحث عن مصادر للذهب وكان من تلك المصادر الهامة جبل عامر التي تسيطر عليه قبيلة الجنجويد وهم حلفاء «حميدتي».
وأكد أن منذ الانفصال بين جنوب وشمال السودان في 2011 والاعتراف بقوات الدعم السريع من قِبل عمر البشير في 2013 وضمه ككيان رسمي تابع للدولة السودانية، تم التعامل مع «حميدتي» من عدد من القوى الإقليمية والدولية التي تبحث عن الذهب، منها الإمارات وروسيا والصين وعائلة ساويرس.
واستطرد: «وما يدلل على ذلك ما نراه الآن من الموقف الروسي والصيني الداعم لحميدتي وكذلك مجموعة فاغنر وموقف الملياردير المصري نجيب ساويرس»، معقبًا: «وللغرابة حميدتي يتابع شخص واحد فقط على تويتر وهو ساويرس الذي أصبح معادلة غامضة في هذا الصراع».
وأشار إلى أنه يعتقد أن نجيب ساويرس أصبح النقطة التي تبحث بها الولايات المتحدة الأمريكية في التنافس الروسي أو التواجد في المنطقة من خلال شركاته».
ساويرس والواجهة الأمريكية
واستكمل «مشرف» حديثه لـ«النبأ» لافتًا إلى أن «ساويرس» كما يبدو أنه لم يعد يصبح الواجهة المصرية فقط إنما أصبح الواجهة الأمريكية المنافسة لروسيا في السودان وهي إشكالية تحتاج للبحث -على حد قوله-.
ودلل الباحث في العلاقات الدولية، بأن نجيب ساويرس كان على علم أن الذهب سيكون له قيمة كبيرة جدًا وأن سوق التنافس سيكون أكبر على الذهب بدلًا من الدولار في ظل حرب باردة جديدة ولكن الحروب العالمية أصبحت حروب اقتصادية وليست عسكرية.
وتابع: «أصبح نجيب معادلة اقتصادية الآن تلعب بها أمريكا في إفريقيا وليس بتواجدها ولكن من خلال اقتصاديات ورجال أعمال وأفراد ربما يكون ورقة رابحة للولايات المتحدة، وربما ساويرس قد لا يتبع أمريكا ولكنه يتبع نظرية الرأسمالية المتوحشة التي لا تعرف أعراف أو أخلاقيات وإنما تعرف من أين تؤكل الكتف؟، وكيف تنمي ثرواتها حتى لو على حساب الجميع، وطن أو قوى أو تنافس على سلطة أو سرقة مدخرات البلاد كما رأينا في أشكال الاستعمار القديمة، ولكن الاستعمار تطور عن طريق خلق اقتصاديات وهمية ورجال أعمال وشركات عابرة للقارات يرأسها أناس تابعون لقوى دولية معينة».
حسابات السيطرة والتقاسم
وأوضح أن ما يربط «حميدتي» بـ«ساويرس» علاقة اقتصادية بحتة تكمن في سيطرة الأول على مناجم الذهب وتقاسم روسيا ونجيب ساويرس في هذا المنفذ المهم وهو منجم جبل عامر، متابعًا: «ويحرم السودانيين من ثرواتهم مقابل استفادة آخرين مقابل ثمن بخس».
وحول سيناريوهات تعقيد المشهد في السودان على إثر تلك التشابكات الاقتصادية العنيفة، يرى الدكتور عبد اللطيف مشرف، أن الأزمة السودانية بالفعل أزمة معقدة ولن تحل باتفاقية جدة ومشاورات الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن الجميع يعلم أن هناك صراع دائر الآن على الزعامة الدولية ما بين التحالف الاشتراكي القديم أو المعسكر الشرقي الصيني الروسي، ضد أمريكا وأوروبا، متابعًا: «فبالتالي لم تسمح روسيا والصين أن يكون الحل على يد أمريكا، وسيكون هناك تعقيدات وهناك صراع طويل الأمد وإمدادات لحميدتي».
وأشار إلى أن محاولة الوصول لاتفاق ليس على حل سياسي وإنما لتمديد الهدنة ووقف الاشتباكات بشكل مؤقت من أجل وصول المساعدات الإنسانية فقط.
وأكد عبد اللطيف مشرف، أن القوى الدولية تريد أن يصبح الصراع قائم لأنه يُعد أحد مفردات الحرب الروسية الأوكرانية وأحد المساعي الأمريكية لضرب المصالح الروسية في منطقة الشرق الأوسط، معقبًا: «خاصة بعدما فقدت أمريكا مكانتها في الشرق الأوسط بعد أن وصل إليها رئيس شعبوي وهو ترامب الذي أفقد أمريكا قوتها في الشرق الأوسط وتمركزها وخصوصًا إفريقيا ليحل محلها قوى أخرى مثل الصين ورورسيا وتمركزهما في مناطق مهمة مثل القرن الإفريقي والتبديل في صياغة الانتماء من الانتماء لفرنسا كما كان في دول مثل مالي وبوركينا فاسو إلى الانتماء لروسيا، بالإضافة إلى أن مجموعة فاغنر الروسية أصبحت تدير اقتصادات هذه الدول وأصبحت تلعب أدوار سياسية عديدة».
واستطرد «مشرف» قائلًا: «أما بالنسبة إلى الموضع الإقليمي هناك الآن زعامة على منطقة الشرق الأوسط أو الزعامة العربية وهو للأسف صراع خليجي خليجي، بمعنى أنه برز مؤخرًا الصراع السعودي الإماراتي على زعامة المنطقة وبدليل بدأ التنافس حتى في مصر وفي السودان بل والعمل على ضرب اقتصاديات تلك الدول من أجل التفرد لزعامة المنطقة».
وأضاف: «كما وصل الحال في التصارع بين البلدين في من يتزعم مفاوضات السودان، فلن تسمح الإمارات بأن يكون الحل على يد المملكة العربية السعودية، بالتالي من الممكن أن تغذي حميدتي بالأسلحة والأموال والجنود عن طريق جبهة تشاد والإمارات لها اقتصاديات كبيرة في تشاد وهناك الجبهة الليبية والإمارات تمتلك سلطة قوية في المواقع التي يسيطر عليها خليفة حفتر، وبذلك سيطول أمد الصراع للأسف الشديد في ظل تعقيدات المشهد الدولي والحرب الباردة الدائرة بين المعسكر الشرقي الصيني الروسي والمعسكر الغربي الأمريكي الأوروبي، وكذلك الأمر في المشهد الإقليمي والصراع الخليجي الخليجي وكل منهم له غايته وهدفه وأن يكون كل منهما له اليد العليا في هذا الصراع».