الدكتور محمد حمزة يكتب: لجنة جرد جبانات القاهرة وتسجيل غير المسجل منها
عندما كنت عميدا لكلية الآثار جامعة القاهرة وعضوا بمجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار بوزارة الاثار المصرية (2011 _2017) تقدمت في جلسة 29 مارس2015م بآقتراح تشكيل لجنة لجرد جبانات القاهرة وما بها من معالم اثرية وتحف منقولة وتسجيل غير المسجل منها في عداد الآثار الاسلامية وبعد مناقشات مستفيضة وافق المجلس وصدر القرار الوزاري رقم186 لسنة2015 م بتاريخ23آبريل 2015م بتشكيل اللجنة برئاستي وعضوية ثمانية أعضاء من الوزارة على رأسهم رئيس القطاع ومتعاون الوزير وقتئذ وآخرهم الباحثة/ امال العربي مفتشة الآثار المسجلة لرسالة ماجستير تحت اشرافي عن العمائر الجنائزية بقرافة الإمام الشافعي؛؛ وهذا يبين حرص مجلس الادارةو الوزارة والمجلس الأعلى وقطاع الآثار الاسلامية في ذلك الوقت على تسجيل تراث مصر الهائل والمتنوع والفريد بالقرافة نظرا لقيمته الأثرية المعمارية والفنية والتاريخية والدينية والأدبية والثقافية وقوته الناعمة كذلك حيث أن هذه العمائر تخص الرموز والنخبة والصفوة الذين اثروا الحياة المصرية في شتي المجالات السياسية والعسكرية والعلمية والاجتماعية والثقافية والأدبية والدينية والفنية( عمارة وفنون وخط) بل آن بعضها يبرز دور مصر الإقليمي والدولي خلال عصر اسرة محمد علي1805_1953م؛ بل آن بعضها يرجع إلى العصر العثماني والحملة الفرنسية على مصر1798_1801م؛ ولكن هذه اللجنة لم تفعل لتغير القيادات؛ ومما له دلالته في هذا الصدد أن مجلس الإدارة الجديد والقطاع والمجلس الأعلى والوزير بعد 2017م لم يبداؤا من حيث آنتهي السابقون واستكملوا المسيرة طبقا لنظم الإدارة الحديثة ومن ثم لم يشغل آهتمامهم هذا الموضوع الخطير ؛ ولو كان حدث ذلك فآن تلك المقابر وتحفها المنقولة كانت قد سجلت في عداد الآثار طبقا للمادة2 بالنسبة للغالية منها للمادة 1بفقراتها الثلاث بالنسبة للاقلية منها؛ وخضعت لحماية القانون رقم117لسنة1983م وتعديلاتة؛ وبالتالي فمن المسؤول عن هذا التقاعس وذلك الخلل الإداري الذي أوصلنا لما نحن فيه الان وهو ما يمثل تقصيرا آداريا وعدم أمانة في القيام بالدور الوطني والواجب الوظيفي من اجل الابقاء والحفاظ على تراث مصر الثقافي بمختلف تنوعاته ومراحله الكبرى كما ينص على ذلك الدستور؛ وهو الأمر الذي يستوجب المساءلة القانونية.
حفظ الله مصر أرضا وشعبا وهويةوقيادة وجيشا وشرطة وقوة ناعمة وعلماء وتاريخا وأثارا وحضارة وثقافة وتراثا إلى أن يشاء الله وحتى يرث الأرض ومن عليها اللهم أمين يارب العالمين.