مصطفى حبشى لـ«النبأ»: إثيوبيا لا تحتاج سد النهضة للمياه.. وروسيا والصين يقفان خلف «آبى أحمد» لحماية أموالهما.. (حوار)
المجتمع الدولي متواطئ مع النظام الإثيوبي ويريد بقاءه
«آبى أحمد» خان الجبهة التى نشأ بها سياسيًا.. واعتقل الرجل الذى أوصله لحكم البلاد
الرئيس الإثيوبي يساند الدعم السريع لتفكيك السودان.. وصاحب مقترح القوات الدولية داخل أراضيه
اتفاق بريتوريا «حبر على ورق».. وإقليم تيجراي لا يزال محتلا من الإرتريين وميليشيات الأمهرا
لا يزال نظام الرئيس الإثيوبي، آبي أحمد، يثير المشكلات مع دول الجوار سواء في قضية سد النهضة والملء الأحادي لبحيرة السد، أو الأزمة التي أثارها، مؤخرًا، مع الصومال بتوقيع اتفاق مع دولة صوماليلاند، ولكن أكبر جرائم آبي أحمد هي ما قام به في إقليم تيجراي، ولذلك حاورت «النبأ» مصطفى حبشي الناشط الإعلامي من إقليم تيجراي والصوت العربي الذي نقل ما يحدث في الإقليم سواء من مذابح، أو ما تلى ذلك من معارك بين قوات دفاع تيجراي وبين الجيش الإثيوبي، خاصة بعد قدومه إلى مصر ليكشف جرائم النظام الإثيوبي ومصير سد النهضة وإقليم تيجراي بعد اتفاق السلام الذي وقع مع إقليم تيجراي، وإلى نص الحوار..
كيف ترى صعود آبي أحمد للسلطة؟
آبي أحمد يعد من أبناء الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، رغم أن والده من الأورومو ووالدته من الأمهرا، ولذلك لم يعتقد التيجراي أن آبي أحمد قد يغدر بهم في أي حال من الأحوال، خاصة مع حديثه المعسول، ولذلك عندما حدثت ثورة الأورومو كان تفكير جبهة تحرير تيجراي هو تصعيد آبي أحمد لمنصب رئيس الوزراء، رغم أنه كان لا ينطبق عليه شروط الترشح؛ لأنه لم يكن حاكم إقليم، ولذلك تنازل له لما منقستا عن المنصب، وبناء عليه تم ترشيحه، وأصبح رئيسًا للوزراء، وحتى عندما أعلن أنه سيحارب الفساد كان إقليم تيجراي أول المؤيدين له واستقبله النساء بالزغاريد، ولكن بعد ذلك وجد الناس أن محاربة الفساد كانت تستهدف قيادات التيجراي فقط والذين تم إيداعهم في الحبس وعزلهم عن مناصبهم وأولهم لما منقستا الذي تنازل له عن المنصب.
وماذا عن دور آبي أحمد في الصراع الدائر بالسودان؟
آبي أحمد بعد سقوط نظام البشير كانت ميوله للطرف المدني، وبعد اندلاع المعارك بين الدعم السريع والجيش السوداني طالب بإيقاف الطيران المسير والمدفعية الثقيلة من قبل الجيش، والجيش إذا أوقف الطائرات المسيرة والمدفعية معناه تمكين الدعم السريع، وهو موقف واضح من آبي أحمد، وفكرة تدخل قوات الإيساف في السودان وهو الحل الذي لم يجد قبولًا سواء من الشعب السوداني أو القيادات العسكرية، وهذا يظهر ميول آبي أحمد لدعم قوات الدعم السريع.
كيف نجح إقليم تيجراي في تحويل الهزيمة لانتصار؟
المجازر التي حدثت كان الشماسة الموجودين في أديس أبابا -أي العاطلين- جزءا من قوات آبي أحمد حتى فرغت منها المدينة وكان من بين أسرى جبهة تحرير تيجراي أشخاص لم يطلقوا طلقة واحدة، كما هم بعتادهم وأسلحتهم، وقوات دفاع تيجراي بعد المعاناة التي رأوها وبعد اقتحام الإقليم والانتهاكات ضد النساء والأطفال، أعطت دافعا للشباب للالتحاق بجبهة تحرير تيجراي حتى أصبح مسماها قوات دفاع تيجراي، وذلك بعد التحاق معظم الشباب والشابات، زادت من قوتهم للانتصار على الأعداء، خاصة وأن القوات المعتدية سيطرت على الإقليم ولكنهم كانوا محاصرين في المدن التي دخلوها وليس لديهم طريقة للانتقال من مدينة لأخرى، فكان إما يقتلوا أو يستسلموا ولذلك في شهر واحد كان هناك عدد ضخم من الأسرى يفوق ما حدث في الحرب العالمية، خاصة وأنهم دون عقيدة قتالية ومنهم من لا يجيد استخدام السلاح، قوات دفاع التيجراي كانت لديها العزيمة والقضية التي تقاتل من أجلها، ولذلك في خلال شهر أسرت 10 آلاف أسيرًا.
وماذا عن ملف سد النهضة وتعامل نظام آبي أحمد معه؟
يجب مراعاة حقوق كل الدول في مياه النيل، وإثيوبيا لا تحتاج السد للمياه؛ لأن لديها فائض كبير في المياه، ولكن فقط تحتاجه للكهرباء، كما أن هناك اتفاقيات تمنع عمل سدود أو مشاريع ضخمة تقام على نهر النيل وتضر بدولتي المصب، ومنها اتفاقية عام 1902 التي انتقل بموجبها إقليم بني شنقول إلى سيادة إثيوبيا، ومن المفروض أن يعود الإقليم مرة أخرى إلى السودان بعد خرق نظام آبي أحمد للاتفاقية وعدم التزامه بالتشاور مع دولتي المصب قبل عملية الملء.
كيف ترى اتفاق سلام بريتوريا الذي وقع بين آبي أحمد وجبهة تحرير تيجراي؟
أنا أسميه اتفاق اللا سلام؛ لأنه لا يزال إقليم تيجراي جزءا كبيرا من أراضيه تحت الاحتلال سواء من ميليشيات فانو الأميرية التي لا تزال تتواجد في مدينة حمرا وغيرها من المدن أو القوات الأرترية، كما أن الإقليم حاليًا محاصر ويشهد حالة مجاعة وسط صمت دولي مطبق.
في رأيك ما السبب الرئيسي وراء مساندة روسيا والصين لآبي أحمد؟
السبب الأساسي في ذلك هو كمية الديون التي تراكمت على آبي أحمد لتلك الدولتين وسقوط نظامه يعني عدم دفع وسداد تلك الديون لتلك الدول، وذلك غير مصالحهم الاقتصادية التي نسجوها مع النظام.
هل كان المجتمع الدولي صادقًا في نصرة الشعب الإثيوبي وبخاصة إقليم تيجراي؟
الحقيقة أن المجتمع الدولي تواطأ مع نظام آبي أحمد، خاصة مع وجود دول إقليمية تدعمه، وهناك عدة أدلة على ذلك وهو ضغط المجتمع الدولي على جبهة تحرير تيجراي للقبول باتفاق السلام الأخير مع النظام الإثيوبي رغم أنها لم تكن بحاجة له، وكانت حققت انتصارات ميدانية على الأرض، وأيضًا الصمت الدولي الحالي على المجاعة في إقليم تيجراي، وإخلال آبي أحمد بتنفيذ بنود الاتفاقية، وظهر ذلك في تصريحات آبي أحمد بالبحث عن منفذ بحري رغم وجود دول ذات سيادة، والتي نتج عنها اتفاقيته الأخيرة مع صوماليلاند وهو ما يكشف أن آبي أحمد مدعوم من قوى كبرى لأن قواته وحدها لا تمكنه من القيام بذلك.