هشام زكي يكتب: الوهن وحُب الدنيا
ما معنى إن يقوم الجيش الاسرائيلي المجرم بقتل أكثر من ١٠٠ فلسطيني، وأصابة عدد مماثل من الباحثين عن طعام المساعدات الملقى جوا، بعد إن فشل العرب في حل أزمة المعابر، وبعد إن تم تشريد أخواننا في غزه من بيوتهم وأرضهم؟ ما معنى هذا الصمت العربي غير المبرر إطلاقًا ؟ نعلم إن مصر تلعب دورا محوريًا مهما من أجل إيقاف هجمات الهولوكوست على أبناء شعبنا العربي في غزه، كما نعلم أن الأمر يحتاج إلى الحكمة وليس الصوت العالي مع هؤلاء القتلة المجرمين، ولكن إلى متى ستظل العربدة الإسرائيلية في المنطقة؟ وإلى متى سنظل نخضع لمبدأ اليد الطولى في المنطقة، نفذ صبرنا بعد استجداء قتلة الأنبياء والتحايل عليهم من أجل إيقاف حالات الإبادة الجماعية، فضلا عن تهجير أخواننا في غزه من أرضهم، ورغم المحاولات والتوسلات لا تزال آلة القتل تحصد مئات الأرواح يوميا مما يدل على إننا أصحنا عديمي الحيلة،وإن المهابة نزعت من قلوب أعداءنا وأصابنا الوهن بعدما أصبحت الدنيا جُل اهتمامنا كما أخبرنا المعصوم صل الله عليه وسلم.
والحقيقة إننا لم نتعلم من التاريخ الأسود للصهاينة، ولم نتعلم من مذبحة مدرسة بحر البقر، وقتل الأطفال الأبرياء بدماء باردة، ولم نتعلم من مذابح صبرا وشاتيلا للمخيم الفلسطيني في لبنان، ولم نتعلم من تدمير جنوب لبنان وتهجير شعبه، ولم نتعلم من المذابح التي يرتكبها هؤلاء المجرمين يوميا، ويبدو إن تلك المذابح هي التي تجعلنا نهرول لعقد اتفاقيات سلام فاشلة ظنًا منا إنها ستحمينا من غدر الصهاينة ومن يدعمهم في العالم الغربي، وظنا منا إنها ستحمي العروش من الصراع العربي العربي الذي لا يفتأ إلا وينشب بين البلاد العربية، ونسينا جميعا أو تناسينا قول الشاعر
«وإذا تركت أخاك تأكله الذئابُ فاعلم بأنك يا أخاه ستُستَطابُ
ويجيء دورك بعده في لحظةٍ إن لم يجئْكَ الذئب تنهشكَ الكلابُ
إن تأكلِ النيرانُ غرفة منزلٍ فالغرفة الأخرى سيدركها الخرابُ».
لقد فقدنا بصيرتنا عندما توهمنا إن الإزدهار والرخاء سيتحقق على يد هؤلاء القتله فسرنا ورائهم كالنعاج، وهذا ما تثبته الأحداث وفي مقدمتها تصريحات الخزي والعار للرئيس السابق ترامب التي تشير لحماية ماما أمريكا لعروش الممالك والإمارات المنتشرة في العالم العربي، تلك التصريحات التي فتحت لترامب خزائن البترو دولار ليغنم منها كيفما يشاء في ظل خزي وضعف عربي لا مثيل له.
إن المشكلة الحقيقية لمشاهد القتل والتهجير والإبادة الجماعية ليست في الصهاينه المجرمين،ومن ورائهم الشيطان الأكبر الذي يعيث في الأرض الفساد معتمدا على عقلية الكاوبوي التي أرعبت العرب وقزمتهم أمام الآلة العسكرية الضخمة التي تمتلكها ماما أمريكا تلك الآلة التي صنعت بعوائد الأموال العربية لتصوب إلى الصدور العربية، المشكلة الحقيقية فيما يحث في غزة وحرب الإبادة الجماعية لا تتعلق بالصهاينة وماما أمريكا، إنما تتعلق بعدم اعترافنا بمنهج الله وقوله تعالى ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ..}، وهذ ما أدي إلى النتيجة المتمثلة في التوسل والاستجداء لإيقاف الإبادة الجماعية لأصحاب الأرض الأصليين، وسنظل نتوسل لأعوام طويلة في ظل تفريطنا في الأرض والعرض.