«الرقابة الصحية»: غياب الجودة يؤدي إلى وفاة نحو 3 ملايين مريض سنويا
أكد الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن ضمان سلامة المرضى داخل المنشآت الصحية هو أحد أهم المبادئ الأساسية في الطب، لذلك حرص قانون مشروع التغطية الصحية الشاملة في مصر على أن تكون جودة الرعاية الصحية شرطًا أساسيًا للانضمام هذا المشروع.
وأوضح "طه"، أن شعوب البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تتأثر بشكل أكبر نسبيا بمخاطر غياب جودة الرعاية الصحية وهو ما تعكسه الاحصائيات التي تشير إلى رصد 134 مليون حدث سلبي بقطاع الصحة بهذه البلدان كل عام، الأمر الذي يتسبب في وفاة 2.6 مليون حالة مواطن سنويًا، فضلا عن تعرض ما يقرب من ١ من كل ١٠ مرضى للأذى أثناء تلقيهم للرعاية الصحية، وهو ما يترجم إلى أكثر من ٣ ملايين حالة وفاة على مستوى العالم سنويا، مؤكدا ان المؤلم في الأمر أن أكثر من نصف هذه الأضرار يمكن الوقاية منها من خلال اتباع أساسيات معايير الجودة داخل المنشآت الصحية.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية بالجلسة العلمية الثالثة التي نظمتها الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بعنوان: "خارطة طريق نحو تطبيق جودة الرعاية الصحية في افريقيا" ضمن مشاركتها بفعاليات المؤتمر الدولي الثالث والمعرض الطبي الإفريقي "صحة" إفريقيا" Africa Health ExCon 2024 والتي أدارها الدكتور منذر لطيف، المستشار الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية للجودة والسلامة.
وتابع أن هذه الاحصائيات الصادمة بمثابة دعوة للعمل من أجل التغيير المنهجي في التعامل مع اعتماد المنشآت الصحية بإفريقيا، لافتا إلى ان الهدف الأسمى للطب الحديث هو التأكد من جدوى تلقي المرضى للعلاج دون التسبب في ضرر أو إيذاء، ونوّه إلى اطلاق منظمة الصحة العالمية لمبادرة رائدة بعنوان "عقد من سلامة المرضى 2020-2030 " لدعم الإجراءات الاستراتيجية في مجال سلامة المرضى على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية والتي جعلت هدفها الاستراتيجي الأول هو سياسات القضاء على الضرر الذي يمكن تجنبه في مجال الرعاية الصحية.
فيما استعرض رون جوسياس، رئيس منظمة التعاون الافريقي للاعتماد AFRAC،، نطاق عمل المنظمة، التي عقدت جمعيتها السنوية الأولى في سبتمبر 2010 بالقاهرة، حيث تتعاون مع هيئات الاعتماد (الوطنية والمتعددة الاقتصادات)، ونقاط الاتصال الوطنية للاعتماد (NAFP)، وتعاونيات الاعتماد دون الإقليمية وأصحاب المصلحة بهدف دعم الاعتماد المعترف به والمقبول دوليًا للمساهمة في حماية صحة وسلامة المرضى وحماية البيئة، وبالتالي تسهيل التجارة والمساهمة في تحسين القدرة التنافسية لإفريقيا في السوق العالمية.
وأوضحت الدكتورة ولاء عبد اللطيف، عضو مجلس ادارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، ان الجانب الرقابي للهيئة، والذي يشكل أحد جناحي شعار هيئة GAHAR، هو بمثابة خدمة هامة تقدمها الهيئة بعد منحها الاعتماد للمنشأة الصحية لضمان استدامة نظم الجودة بها، وهي ميزة تنفرد بيها هيئة الاعتماد والرقابة الصحية كجهة اعتماد متخصصة في الرعاية الصحية.
وأشارت الدكتورة ريهام الأسدي، مستشار سلامة المرضى والحوكمة الاكلينيكية بمنظمة الصحة العالمية، إلى أهمية مشروع "مؤشر مصر الصحي" الذي تتبناه الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في ايجاد الأدلة الكافية على أهمية تطبيق معايير الاعتماد في تحسين مستويات الأداء واستدامة الجودة. وأشارت إلي أهمية التكامل مع مختلف اطراف المنظومة الصحية مع ربط "الاعتماد" بسلامة المرضى والفرق الطبية المختلفة بنفس المستوى، مؤكدة ان الاعتماد ليس هدفا بل هو غاية لتحقيق تغيير شامل في ثقافة المؤسسات الصحية.
من جانبها، أشادت الدكتورة مابيل تشارلز، رئيسة الاتحاد الافريقي للكيمياء السريرية، بتنظيم المؤتمر الأهم على مستوى افريقيا وحفاوة الاستقبال، وأكدت على اهمية تشكيل فريق عم أفريقي نحو وضع معايير موحدة للمعامل الطبية بما يتناسب مع الخصائص السكانية للشعوب الأفريقية بما يضمن دقة النتائج المعملية كأساس للعلاج السليم.
وتناول موفو فالوان، الرئيس التنفيذي للنظام الوطني الجنوب افريقي للاعتماد (SANAS)، المعايير الخاصة بالأجهزة الطبية واشار إلى أن المنظمة هي الهيئة الوطنية الوحيدة المسؤولة عن تنفيذ اعتماد مختبرات المعايرة وهيئات التصديق للمختبرات الكيميائية والميكروبيولوجية.
شهدت الجلسة حضورًا كثيفًا من القيادات الصحية ومن كل المهتمين بتطبيق معايير الجودة والاعتماد من مصر والدول الإفريقية.