رغم إصرارهم عليها.. سر فشل «حريفة الأدوار الثانية» فى البطولة المطلقة
ماجدة موريس: فشل ممثلى الأدوار الثانية بالبطولة المطلقة سببه التساهل فى اختيار الموضوعات
ناقدة فنية: بعضهم يهتم أن يكون رقم واحد بغض النظر عن شكل العمل
«موريس»: اختيار التوقيت المناسب والمرونة فى العودة للأدوار الثانية يساعد على نجاح الممثل بالبطولة المطلقة
أبطال ولكن من نوع خاص، سطع نجمهم خلف الأبطال الأوائل في الدراما، إنهم «حريفة الأدوار الثانية»، الذين تمكنوا في بعض الأحيان من سحب البساط من تحت البطل الأول في المسلسل، إلا أن حلم البطولة المطلقة ظل يراود الكثيرين منهم، ولكن «من الحلم ما قتل»، وبمجرد أن نال أحدهم مراده خيب آمال الكثيرين فيه، ما يؤكد أن أدوار البطولة لا تليق بالجميع، وهذا لا يعيبهم، فلماذا يخفق حريفة الأدوار الثانية في البطولات؟ وهل هذا يعني أنهم محدودي الموهبة أم أن هناك عوامل أخرى؟
«بعد الشر فيلم مفروض إنه كوميدي بيعرض على شاهد، بطولةً علي ربيع، اللي ماحد شتمه!»، هكذا علقت الناقدة الفنية ماجدة خير على فشل فيلم «بعد الشر» بطولة علي ربيع، والذي يُعرض الآن على منصة شاهد «الرقمية»، وهو أحدث محطات الفشل في تشدق «ربيع» بالبطولة المُطلقة.
محطات فشل البطولة المطلقة لـ على ربيع، بدأت بمسلسل «صد رد» 2016 بصحبة مجموعة من أصدقائه من فريق «مسرح مصر»، وتلاها مسلسل «عمر ودياب» بالتعاون مع مصطفى خاطر، بخلاف مسلسل «سك على أخواتك»، وجميعها لم تلق أي نجاحًا يُذكر.
وقبل تثبث علي ربيع بالبطولة المُطلقة، حقق نجاحات في الأدوار الثانية في بعض الأعمال التي شارك فيها، منها «لهفة» بطولة دنيا سمير غانم، مع دنيا سمير غانم، والذي ظهر فيه بدور أخيها وجمعته بها العديد من المشاهد الكوميدية التي تركت بصمة لدى الجمهور.
بطولة متأخرة
لعنة البطولة المطلقة لم تفرق بين نوع من تصيبه، فما إن أصابت ممثل أو ممثلة، جعلتهم يصرون على تقديم أدوار البطولة، يرددون أنهم يستحقونها عن جدارة، فلطالما أكدت روجينا أنها تستحق البطولة المطلقة عن جدارة، وأنها تأخرت كثيرًا.
«أنا معافرة والبطولة المطلقة حقي من زمان أوي، وكنت مصدقة حلمي ومؤمنة به؛ لأني أثق بموهبتي مهما حاربني البعض أو وقف ضدي، ونجاح مسلسلات بنت السلطان ثم انحراف ثم ستهم هو ما أوصلني إلى نجاح سر إلهي الحالي»، حسبما أفادت روجينا في تصريحات صحفية.
2021 كان عام التحول الكبير في مشوار روجينا الفني، من الأدوار الثانية إلى البطولة، وذلك بعد نجاحها الكبير الذي حققته شخصية «فدوى» في مسلسل «البرنس» مع محمد رمضان عام 2020.
ومنذ ذلك التاريخ، انطلقت روجينا في تقديم سلسلة من الأعمال الدرامية بطولتها المُطلقة آخرهم مسلسل «سر إلهي» رمضان 2024، والتي بدأتها بمسلسل «بنت السلطان» 2021، و«انحراف» 2022، و«ستهم» 2023.
السواد الأعظم من الجمهور، لاسيَّما مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فكرة إصرار روجينا على تقديم أدوار البطولة المطلقة، مؤكدين أنها لطالما نجحت في الأدوار الثانية، وأن ذلك لا يعيبها مُطلقًا أو يقلل من موهبتها الكبيرة.
إصرار روجينا على البطولة المُطلقة، دفع الناقد طارق الشناوي الحديث عن الأمر في أحد مقالاته، أبريل الماضي، مُقترحًا خلاله أنه بعد 3 محاولات في البطولة المطلقة، يجب عليها العودة إلى الأدوار المساعدة التي برعت في تقديمها، وقال: روجينا ممثلة موهوبة ولها «ستايل»، بدليل حضورها المؤثر في مسلسل “البرونس” بدور “فدوى” الذي جعلها حققت نجاحًا طاغيًا في الشارع.
وأكد أنها منذ ظهورها الأول بمسلسل «العائلة»، كانت مشروع نجمة قادمة في التلفزيون والمسرح والسينما، إلا أن شيء ما حال دون ذلك، وهي الآن تريد أن تلحق بآخر محطة في القطار -أي أدوار البطولة- وأنه يخشى أن تُضحي من أجل ذلك برصيد مهم من الأدوار المؤثرة، ويفوتها القطار.
تجدر الإشارة إلى أن حديث الناقد طارق الشناوي، أزعج الدكتور أشرف ذكي، نقيب الممثلين وزوج الفنانة روجينا، واعتبره إهانة ما دفعه إلى تحرير محضرًا ضده، اتهمه فيه بالسب والقذف والتشهير.
مشوار ريهام
ريهام حجاج، كان لها نصيب الأسد أيضًا في مسألة الإصرار على البطولة المُطلقة، على مدار سنوات طوال بدأتها بمسلسل «كارمن» 2019، الذي لم يُحقق نجاحًا -آنذاك، مرورًا بـ«لما كنا صغيرين» 2020، والذي رغم نجاحه بعض الشيء إلا أنه لم يتصدر خريطة المشاهدة حينها، وأعزى البعض نجاحه الذي جاء على استحياء، إلى مشاركة نجمين كبيرين بالعمل هما محمود حميدة وخالد النبوي.
وواصلت ريهام حجاج، مشوار البطولة المطلقة بمسلسلات «وكل مانفترق» 2021 و«يوتيرن» 2022، و«جميلة» 2023، وآخرهم مسلسل «صُدفة» 2024، والذي كاد الجمهور والنقاد يجمعون على أنه من أسوأ ما قدمت.
سبق تصدير ريهام حجاج في أدوار البطولة على مدار السنوات الـ6 الماضية، مسيرة من الأدوار الثانية أو كما يسميها البعض الأدوار الثانوية، استطاعت خلالها تحقيق نجاح مثل دورها في مسلسل «سجن النسا» 2014، ومسلسلات “نصيبي وقسمتك” و«الكبريت الأحمر» 2016، وغيرها، إلا أنها لم تستطع ترك بصمة عند الجمهور بأدوار البطولة التي قدمتها -حسب وصف بعضهم-
تصدير ريهام في الصورة، ومحاولة جعلها بطلة أولى، أثار استياء الجمهور، ما دفعهم إلى انتقاد الأمر، لاسيَّما وأنها بالنسبة للبعض محدودة الموهبة، في حين أن البعض الآخر يراها بلا موهبة من الأساس -حسب وصفهم- وأنه لولا الدعم الذي يقدمه لها زوجها المنتج محمد حلاوة، لم تعد كونها ممثلة لبعض الأدوار الثانوية.
مفاجأة مي
تعرض مي عُمر، إلى انتقادات شديدة من قِبل الجمهور وبعض النقاد، بسبب تصديرها في أدوار البطولة المطلقة، متهمين زوجها بأنه سببًا في ذلك، لم يُثنها عن مواصلة مسيرتها تلك، التي بدأتها بمسلسل “لؤلؤ” 2021 كأول بطولة مطلقة وتأليف، والذي لاقى شعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي -حينها- إلا أن أدائها خلاله كان مسار سخرية الكثير من الجمهور، والذي أكد أنها لا تصلح لأدوار البطولة المطلقة، بالإضافة إلى وصف البعض للقصة بغير المنطقية، لأنه يخلو من الحبكة -حسب وصفهم-
لم تلتفت مي إلى تلك الانتقادات واحتفلت بانتشار المسلسل والضجة المثارة بشأنه، وقدمت بعده مسلسلي لم تكن البطلة الوحيدة بهما وشاركها نجم آخر، وهما مسلسلي “رانيا وسكينة” 2022 بمشاركة روبي، و”علاقة مشروعة” 2023 مع ياسر جلال، إلا أن العملان لاقيا انتقادات أيضًا من قِبل الجمهور، للدرجة التي دفعت البعض إلى القول بأنها لديها قدرة على التأثير بالسلب على العمل، لدرجة إسقاطه على حد تعبيرهم، خصوصًا وأنها تعرضت لانتقادات كبيرة بشأن أدائها بمسلسل “نسل الأغراب” الذي شاركت بطولته مع أحمد السقا وأمير كرارة.
وعادت مي عمر إلى البطولة المطلقة من جديد، بمسلسل “نعمة الأففوكاتو” 2024، والذي لاحظ خلاله بعض الجمهور والنقاد تطورًا في أدائها، ورغم إشادة البعض بذلك، إلا أن فريق آخر مازال عند رأيه بأنها لا تصلح إلا للأدوار الثانية، ولكنها أعلنت أنها تستعد إلى تصوير مسلسلها الجديد “إش إش” المقرر مشاركته بالسباق الرمضاني 2025.
للخلف دُر
زينة من الفنانات التي تُصر على تقديم البطولة المُطلقة، إلا أن نجاحها وهي بطلة العمل الأولى لم يتساو بنجاحها في الأدوار الثانية، لاسيَّما وأنها قدمت مسلسلات «أزمة نسب» و«كله بالحب» و«الليلة واللي فيها» وجميعها لم تحظ بنجاح المنشود.
ولكن يبدو أن زينة فطنت إلى تلك المشكلة، فقررت العودة إلى صفوف الأدوار الثانية من خلال مشاركتها بمسلسلات «العتاولة» 2024 بطولة أحمد السقا وطارق لطفي وباسم سمرة، و«جعفر العمدة» 2023 بطولة محمد رمضان، وحققت خلالها نجاح ملحوظ.
فرصة تانية
2019 كانت نقطة انطلاق ياسمين صبري في البطولة المطلقة بمسلسل “حكايتي” ورغم أنها تعرضت إلى انتقادات كبيرة من الجمهور بشأن أدائها، إلا أن ذلك لم يُثنها عن تقديم تجربة أخرى عام 2020 بمسلسلها «فرصة تانية»، والذي كان مادة كبيرة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي لضعف الأداء والحبكة، حسبما وصف الجمهور حينها، وبعد مرور 4 أعوام، عادت مرة أخرى بمسلسل «رحيل» رمضان 2024، إلا أن العمل لم يلق صدى لدى الجمهور من الأساس.
«أكبر شركة إنتاج في الوطن العربي، قالتلي إني خلاص جاهزة للبطولة المُطلقة بعد فيلم أبونسب، ودي حاجة المنتج بيحسها» حسب تصريح لياسمين صبري، من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ديسمبر 2023.
وكانت من الممثلات اللواتي حققن شهرتهن بالأدوار الثانية، بعدما لفتت الأنظار إليها في مسلسل «جبل الحلال» بطولة الراحل محمود عبدالعزيز عام 2014، وتلاه مشاركتها «طريقي» 2015 بطولة شيرين عبدالوهاب، لاسيَّما وأنها قدمت به أداءً جيدًا حسبما أكد النقاد وبعض الجمهور -آنذاك-.
وواصلت ياسمين مسيرة الأدوار الثانية بمسلسل «الحصان الأسود» بطولة أحمد السقا 2016، إلا أنها تعرضت لانتقادات شديدة من الجمهور بسبب أدائها، وغابت عن الشاشة عامين كاملين.
إغراء الرداد
إغراءات البطولة المطلقة، كان سببًا في إصرار حسن الرداد عليها، سواء بأعمال سينمائية أو درامية، ما دفعه إلى تقديم مجموعة من الأفلام من بطولته كان آخرها “بلوموندو” 2023، جميعها كان الفشل حليفها، اللهم إلا فيلم “توأم روحي” الذي حقق نجاحًا وأعزى الجمهور ذلك النجاح إلى مساندة النجمة أمينة خليل له بمشاركتها به.
أما في الدراما حدِّث ولا حرج، فقدم «الرداد» مجموعة من المسلسلات لم يشعر الجمهور بوجودها حتى، لدرجة أن السواد الأعظم منه تفاجأ بها، والتي قدمها بعد انفصاله فنيًا عن زوجته إيمي سمير غانم، ومنها مسلسلات «شاهد عيان» 2020، و«بابلو» 2022، وآخرهم «محارب» رمضان 2024.
«فارس» زاهر
أحمد زاهر أبدع في تقديم الأدوار الثانية، تاركًا بصمة لدى الجمهور، لاسيَّما شخصية “فتحي” التي قدمها بمسلسل «البرنس» 2020 بطولة محمد رمضان، و«عمر» بمسلسل «الطوفان» 2017 بطولة مجموعة من النجوم بينهم فتحي عبدالوهاب ووفاء عامر وماجد المصري.
وأغرت البطولة المطلقة «زاهر» والذي قرر أن يدخلها من باب السينما، من خلال فيلم «فارس» 2022، إلا أنه فشل.
استسهال وفشل
وترى الناقدة ماجدة موريس، أن سبب فشل بعض ممثلي الأدوار الثانية في البطولة المطلقة، يرجع إلى استسهالهم في اختيار الموضوعات المقدمة والتحضير للعمل، بعد وصولهم إلى تلك المحطة، بخلاف إساءة اختيار المخرجين الذين يتعاملون معهم.
وأضافت، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن بعض الممثلين يهتمون أن يكونوا رقم واحد في العمل أي في المقدمة، بغض النظر عن شكل العمل أو عوامل نجاحه الأخرى: “بعضهم يهمه يكون نمرة واحد، لكن مش مهم بالنسبة له الأعمال تبقى إيه!”
وأوضحت “موريس”، أن بعض الممثلين لديهم وجهة نظر بشأن أحقيتهم في البطولة المطلقة، ورغم ذلك فإنهم غير ملومين على ذلك، ولكن العمل الفني بعد طرحه في النهاية يكشف ما إذا كان هذا الممثل أو تلك الممثلة جديرون بالمسؤولية المُسندة إليهم من عدمه.
وتابعت: «غير منطقي أن يقيم الممثل نفسه، من حيث إنه يصلح للبطولة المطلقة أم لا، لأن المُنتجين هم من يحددون ذلك، ولكن يحدث ذلك بالطبع من قبل زوجات المنتجين أو المخرجين مثلًا، وعليه فإنها تتحدثن في المسألة بكل ثقة، وسواء أسند المنتج من تلقاء نفسه العمل لممثل أو ممثلة، أو أنهم تمكنا من انتزاعه، فإن قدراتهم هي الفيصل في نجاح أو فشل العمل».
وأكد أنه في أحيان كثيرة يكون هناك ممثل أو ممثلة جيدين جدًا، وحينما تتاح لهم فرصة البطولة المطلقة يفشلون، والسبب هنا يرجع إلى عوامل أخرى مثل ضعف كتابة قصة العمل، أو غير قادرة على جذب المشاهد، أو تكون أن الشخصية الدرامية نفسها ذات مستوى ضعيف أو غير واضحة أو بلا أهمية.
فشل مُسَبب
واستكملت الناقدة ماجدة موريس حديثها لـ«النبأ»: «عامل التوقيت أحد العوامل التي من شأنها إنجاح أو إفشال تجربة البطولة المطلقة لممثل أو ممثلة دور ثانٍ، لاسيَّما وأن بعض ممثلي الأدوار الثانية غير مهيئين إلى تقديم أدوار البطولة إلا في وقت بعينه، والاستعجال إلى الوصول إلى تلك المحطة يؤدي إلى الفشل بالطبع».
يجب عليهم أن يتمتعوا بمرونة بشأن اختيار أدوارهم، فبإصراره على فكرة البطولة لمجرد أنه يرى أنه يستحقها سيظلم نفسه، فمن الممكن أن يحقق أحدهم نجاحًا ببطولة مطلقة لتوافر مقوماته، فليس بالضرورة أن تكون الأعمال التالية بطولة مطلقة أيضًا، خصوصًا وإن لم تتوافر مقومات النجاح، فيجب أن يكون الممثل مرنًا ولا يتحسس من تقديم أحد الأدوار الثانية إن توافرت لتلك الفرصة مقومات النجاح دون الأخرى، وهذا ما يفعله شريف منير على سبيل المثال، حسبما أوضحت الناقدة الفنية ماجدة موريس.
وأشارت ماجدة موريس، إلى أن هناك أشياء أخرى من شأنها أن تُنجح العمل مَعْنِي بها المخرج، وهي جلسات القراءة، قبل تصوير العمل، وتلك الخطوة تتم في مرحلة التحضير للعمل، إلا أنه من المؤسف أن معظم المخرجين لا يهتمون بهذه الخطوة، بل أن بعضهم يبدأ بتصوير العمل قبل حتى الانتهاء من كتابة قصته بدعوى كسب الوقت، وهذا أيضًا أحد أسباب فشل الأعمال.
واختتمت «موريس»، حديثها في هذا الشأن، موضحة أن هناك عدة معايير أو خطوات يجب أن يتخذها الممثل ليحقق النجاح المنشود، أولها أن يهتم بقصة وسيناريو وحوار المسلسل الذي سيكون بطله، وأن تكون كتابته جيدة، وأن يهتم بالبناء الدرامي للشخصية التي سيقدمها، شرط أن تتفاعل مع شخصيات العمل وبنائه الدرامي.