5 ثغرات فى «صفقة الدوحة»..
مخطط إسرائيل لاستعادة جميع الأسرى واستمرار حرب غزة رغم الاتفاق على الهدنة
أصبح اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار داخل قطاع غزة قاب قوسين أو أدنى بعد إحداث نقلة نوعية وإحراز تقدم كبير في المفاوضات والتقارب بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بمحادثات قطر.
وعلى الرغم من توقع كافة الأطراف دخول الصفقة حيز التنفيذ، خلال الساعات المقبلة، إلا أن هناك عدة أمور تقف حائلا أمام إنفاذ اتفاق الهدنة بشكل كامل بإتمام جميع مراحلها وتبادل الأسرى بين الطرفين، على رأسها طلب حركة حماس تضمين استلام جثمان يحيى السنوار في الصفقة.
وتستعرض «النبأ»، خلال السطور التالية، أبرز الأمور المعقدة والثغرات الموجودة في بنود الصفقة التي قد تتحول في أي لحظة إلى قنبلة موقوتة تهدد تنفيذ بنودها إلى النهاية، ووصول إسرائيل إلى مبتغاها باستعادة أسراها بشكل كامل واستمرار العمليات العسكرية واحتلال قطاع غزة.
وحسب بنود الاتفاق، تتكون الصفقة من عدة مراحل وتمتد إلى أكثر من 100 يوم، أولها المرحلة الإنسانية، والتي تمتد لاثنين وأربعين يوما، وتشمل تبادلا للأسرى من النساء وكبار السن من الجانبين، وإدخال المساعدات الإنسانية مع استمرار العمليات العسكرية وعدم توقفها إلا أثناء فترات التبادل، على أن يبدأ التنسيق على تنفيذ بنود المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى.
عدم الانسحاب الكامل والمنطقة العازلة
وتأتي أولى الثغرات في اتفاق الهدنة، فيما يخص الانسحاب التدريجي من قطاع غزة وليس بشكل كامل، لا سيما مع رغبة إسرائيل في استمرار تواجدها داخل محور فيلادلفيا وهو ما ترفضه حماس.
وفي السياق ذاته، ترغب إسرائيل في عودة المنطقة العازلة لتمتد على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع بعمق أكبر مما كانت عليه قبل أحداث السابع من أكتوبر 2023، بعمق يصل إلى 2000 متر.
بينما تريد حركة حماس أن تعود المنطقة العازلة ولكن بحدودها الطبيعية قبل أحداث أكتوبر بعمق من 300 لـ500 متر من خط الحدود.
الرغبة في الإفراج عن كل الأسرى
على الرغم من اقتراب تطبيق الهدنة وتنفيذ بنود الصفقة إلا أن بعض الخبراء العسكريين أشاروا إلى التخوف من تراجع إسرائيل عن اتفاقها ومطالبتها بالإفراج عن جميع الأسرى دون انتظار المرحلة الثالثة، لا سيما وأن المرحلة الأولى والثانية لا يتضمنا الوقف الكامل لإطلاق النار بل تعليق مؤقت للعمليات العسكرية.
أوراق ضغط
وفي هذا الصدد، يرى اللواء أركان حرب هيثم حسين، المستشار بكلية القادة والأركان، أن إسرائيل قد لا تطيق الصبر على مراحل الصفقة وتطلب تسليم جميع أسراها بالكامل دون التزام بالاتفاق ومراحله المدرجة.
ولفت «حسين»، إلى الوضع في عين الاعتبار رغبة إسرائيل في الاحتفاظ بأوراق ضغط للتفاوض المستقبلي، منها استمرار السيطرة على بعد المواقع الجغرافية، والاحتفاظ بعدد من الأسرى الفلسطينيين وعدم الإفراج عنهم إلا بعد الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين.
وفي السياق ذاته، طلب مسئولو حركة حماس، وضع تفاصيل محددة للإفراج عن السجناء الفلسطيين، وتضمين خرائط واضحة للمناطق التي ستنسحب منها قوات الاحتلال لبنود الاتفاق.
رغبة حماس في استلام جثة السنوار
وأبدت حركة حماس رغبتها في تضمين استلام جثمان يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزعيمها، ضمن الصفقة، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وأفاد مسؤول إسرائيلي بأن جثمان يحيى السنوار، قائد حركة حماس، لن يكون جزءًا من أي اتفاق يتعلق بغزة، وفقًا لما ذكرته شبكة سكاي نيوز.
وفي تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، تم تسليط الضوء على بيان صادر عن مصدر لم يتم الكشف هويته، والذي أُرسل إلى مجموعة من الصحفيين الإسرائيليين، حيث أكد أن إسرائيل لا تنوي إعادة جثمان السنوار في إطار أي صفقة تتعلق بالأسرى.
وجاء في البيان: "لن يحدث ذلك، نقطة"، كما ورد في الصحيفة.
حشد اليمين المتطرف ضد الصفقة
ورغم تفاؤل الولايات المتحدة الأمريكية والوسطاء بإحراز تقدم كبير فيما يخص الصفقة واقتراب دخولها حيز التنفيذ، إلا أن اليمين المتطرف داخل إسرائيل، يبذل جهودا مضنية في إفشال الصفقة وعدم إتمامها بالضغط على بنيامين نتنياهو.
وقال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل تسليم الرهائن المحتمل سيكون بمثابة الكارثة على الأمن القومي الإسرائيلي.
وأضاف «سموتريتش»، أنه يعتبر الاتفاق «صفقة استسلام» لإطلاق سراح ما وصفهم بـ«الإرهابيين»، لافتًا إلى أن الموافقة على صفقة وقف إطلاق النار ستصبح سببا رئيسيا في إذابة وضياع إنجازات الحرب.
وأرسل حزب الليكود، 10 أعضاء لمقابلة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، معربين عن قلقهم من الاتفاق المحتمل.
وأكد أعضاء الحزب لـ«نتنياهو» أن هناك 3 خطوط حمراء لا بد من عدم تجاوزهم، وهم عدم اعتماد إسرائيل على الآخرين فيما يخص الأمن، وإعادة جميع الرهائن، ومنع العودة الجماعية لشمال غزة.
وفي هذا الصدد، يرى السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق الهدنة قارب على الانتهاء ودخوله حيز التنفيذ وفق التوافقات التي تحدث حاليًا بين الطرفين.
وأضاف «حجازي»، أنه من أبرز المكاسب تمكين الفلسطينيين من إدارة قطاع غزة عقب البدء في تطبيق الهدنة وتبادل الأسرى.
إسرائيل في مأزق
على الجانب الآخر، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن إسرائيل في مأزق حقيقي ومجبرة على التوصل لاتفاق للهدنة وتبادل الأسرى.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»: «نتنياهو يريد إتمام صفقة تبادل الأسرى وغلق ملف قطاع غزة بشكل مؤقت حتى يعاود نشاطه في مواجهة حزب الله بلبنان والحوثيين في اليمن».
وأشار إلى أن مفاوضات الدوحة تحقق له ما يريد، لذا تسير الأمور بشكل جيد وتم الاتفاق على الإطار ولا يزال بعض التفاصيل يجرى حولها النقاش حاليًا.
وعن دور مصر في المفاوضات والتوصل لاتفاق، قال «فهمي» إن مصر دورها محوري في المفاوضات الجارية.
وأضاف أن تحركات القاهرة سياسية، تعلم بأدق التفاصيل كل ما يدور داخل قطاع غزة، بينما تتحرك قطر فنيا عدة لجان لتحديد أسماء الأسرى وأماكن تسليمهم.