سامر المحروم.. من الأسير الفلسطيني الذي ولد طفليه عبر تهريب النطف؟

ظهر اسم الأسير سامر المحروم، الذي اعتقل منذ أكثر من 38 عامًا، والذي يُنتظر أن يرى الحرية اليوم ضمن قائمة الأسرى المفرج عنهم، والذي يجسد بحق أحد رموز نضال الحركة الوطنية ألأسيرة.
من هو سامر المحروم؟
أُسِر سامر عصام سالم المحروم في مدينة جنين عام 1970 لعائلة فلسطينية مناضلة، كما تفيد وكالة شهاب الفلسطينية للأنباء.
نشأ المحروم في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، ما ساهم في تشكيل شخصيته القوية والمتمسكة بالقضية الفلسطينية، ليصبح واحدًا من أبرز الأسرى الفلسطينيين الذين طالت مدة اعتقالهم.
اعتُقل سامر المحروم بتاريخ 15 نوفمبر 1986 في القدس المحتلة بعد اتهامه بتنفيذ عملية فدائية أسفرت عن مقتل مستوطن، بالإضافة إلى انتمائه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. تعرض المحروم خلال فترة اعتقاله لأساليب تعذيب قاسية، وفي محاكمة جائرة، حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد.
حياة المحروم خلف القضبان
يُعتبر المحروم من أقدم الأسرى في جنين، وكان من أوائل الذين أُفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، بعد أن قضى 27 عامًا في السجون الإسرائيلية.
شكّلت تلك الصفقة نقطة تحول في حياته، حيث عانى خلال سنوات اعتقاله من قسوة السجون وأحكام المؤبد، ليعود أخيرًا إلى عائلته بعد سنوات من الغياب.
تزوج سامر المحروم بعد فترة قصير من الإفراج عنه، في 17 أبريل 2014، الذي يتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، ولكن بعد حوالي شهرين من زواجه، تم اعتقاله مجددًا في 18 يونيو 2014.
وعانى المحروم بسبب عدم قدرته على الإنجاب خلال فترة اعتقاله، مما دفعه إلى اللجوء إلى وسائل مثل زراعة النُطف في تحدٍ لسياسات الاحتلال.
في ديسمبر 2016، عاشت عائلته لحظات من الفرح بعد أن رزق بمولوده الأول "آدم"، ثم ابنته "ياسمين"، من خلال النطف المهربة.
ولكن للحياة صدماتها المؤلمة، حيث توفيت والدته في نوفمبر 2017، بعد سنوات من المداولات بين السجون لزيارة ابنها، لكنه حُرم من وداعها.
إبداعه الأدبي داخل السجن
حوّل الأسير سامر المحروم آلام سنواته في السجن إلى إبداع أدبي مميز، حيث ألف كتابه الأول "دائرة الألم" عام 2004، والذي تناول فيه معاناته ومعاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وفي عام 2019، أصدر روايته الثانية "ليس حلمًا"، التي تتناول تجاربه على مدار أكثر من ثلاثة عقود خلال فترة الأسر.
ويظل سامر المحروم رمزًا للصمود والتحدي في مواجهة الظلم الإسرائيلي.
وعلى الرغم من سنوات العذاب والعقوبات القاسية، استطاع أن يزرع الأمل في قلوب عائلته وأبناء شعبه، ليصبح واحدًا من أبرز رموز النضال الفلسطيني.
لحظة الحرية
وصلت لحظة الحرية للمرة الثانية لسامر المحروم بعد صفقة "طوفان الأحرار"، حيث تم الإعلان عن اسمه ضمن قائمة الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم في الدفعة السابعة من المرحلة الأولى لاتفاق تبادل الأسرى، الذي يشمل 605 أسرى فلسطينيين مقابل 6 أسرى إسرائيليين.
وتتضمن هذه الدفعة 151 أسيرًا من ذوي الأحكام المؤبدة و454 أسيرًا من قطاع غزة اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023.