«2017 عام الأزمات».. صعوبات تحدد مصير تواضروس في الكاتدرائية
كان حادث تفجير الكنيسة البطرسية «ختامًا قاسيًا» على مسيحيي مصر لعام 2016 الذي شهد وقائع صنفها البعض باعتداءات طائفية، مثل حادث «تعرية سيدة المنيا»، وتعذيب المواطن مجدي مكين حتى الموت.
مع حلول العام الجديد، يبدو المشهد غير واضح لعدد كبير من المتابعين للشأن المسيحي، لاسيما مع وجود العديد من الطموحات التي يتمنى المسيحيون تحقيقها مثل مبدأ المواطنة وعدم التمييز.
لكن الأخطر من ذلك هي الأزمة الخاصة بالخلافات بين تواضروس الثاني، والمعارضين له والذين يرونه فشل في حل مشكلات المسيحيين، ووضع حد لأزمتي الأحوال الشخصية، وبناء الكنائس وتجديدها.
في هذا السياق، قال ممدوح رمزى، عضو مجلس الشورى السابق، إن البابا تواضروس الثاني سيتغلب على الأزمات التى ستواجهه في العام الجديد، عن طريق النقاش، مؤكدًا أن الأزمات ستشهد «انفراجة»، خاصة قانوني بناء الكنائس، والأحوال الشخصية.
وأضاف «رمزي»، أن البابا سينجح فى العام الجديد فى تحقيق الوحدة بين جميع الكنائس المصرية، عن طريق التفاهم، مشيرًا إلى أن معارضي تواضروس قلة لا تذكر، ومعظمهم من الشباب صغار السن قليل الخبرة، متوقعا أن تختفى هذه المعارضة فى 2017، وإذا وجدت ستكون «هشة وضعيفة».
وأشار «رمزي»، إلى أن هؤلاء المعارضين لن تهتم بهم الكنيسة، ولن يستطيعوا أن يجبروها على تغيير مسارها.
و بخصوص العلاقة بين «تواضروس» و السيسي، قال عضو مجلس الشورى السابق، إن العلاقة بين الاثنين «ممتازة»، موضحًا أن البابا يدرك جيدًا الأوضاع التى تمر بها مصر، ويعلم أن الرئيس رجل مخلص أنقذ البلاد.
وأضاف «رمزي»، أنه بغير استقرار المسيحيين، لن تستقر الدولة المصرية، وأن هذا الاستقرار لن يتحقق إلا بفصل الدين عن الدولة، والسير طبقًا لمبدأ المؤسسات فقط.
وأشار إلى أن العام الجديد سيشهد علاقات جيدة بين الاثنين، خاصة أن البابا يكن الاحترام للسيسي، نافيا حدوث أي خلافات بينهما فى الفترة القادمة.
أما الناشط القبطى جرجس بشري، فيقول إن البابا تواضروس الثاني في 2016 واجه صعوبات كثيرة وتغلب عليها بحكمة، كما أنه أحبط كثيرًا من المؤامرات التي كانت تستهدف مصر، بعد تفجير الإرهابيين الكنيسة البطرسية، من خلال رفض أي تدخل خارجي في هذه الأزمة، مضيفا أن هذه الجريمة المنظمة كانت تستهدف تأليب المسيحيين ضد الدولة، وضرب علاقتهم بالرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد «جرجس» أن تواضروس سيواجه تحديات جسيمة عام 2017، وأنه قادر بحكمته ووطنيته أن يتغلب عليها، موضحا أن البابا أجرى ثورة إدارية كبيرة داخل الكنيسة لم تأتِ على هوى أصحاب المصالح.
وتابع:«وينتظر البابا في العام الجديد التدقيق في دراسة قانون الأحوال الشخصية من كل الزوايا والأبعاد، والتوسع أكثر في مفهوم التطليق دون أن يتعارض ذلك مع تعاليم المسيح والكنيسة؛ لأن الأديان وضعت لأجل الإنسان وليس العكس»، مضيفًا أن من ضمن التحديات الأخرى وضع خطة وتصور لدور أكبر للمجلس الملي؛ ليكون معبرًا عن المسيحيين ككل، إضافة إلى إصلاح وتعديل وتطوير انتخاباته.
واستكمل:«التحدي الأكبر للبابا يتمثل في تحقيق الوحدة بين الكنائس المصرية، وعليه أن يسارع في تحقيق هذا الهدف عمليًا، والتأكيد على المشترك بين الكنائس في العقيدة والإيمان، وأن ينسى أي خلافات تاريخية سابقة ويجب أن تنتقل الوحدة لتصل إلى الشعب ولا تكون فقط على مستوى القادة الدينيين.
وفيما يتعلق بـ«معارضي تواضروس»، أكد «بشري»، أن البابا لا يضيق ذرعًا بالنقد طالما أنه نقد بناء وفي إطار تعاليم المسيح ومحبته وطهارته واحترام رمز الكنيسة، مضيفا أن أى خروج عن النقد البناء أو غير اللائق من أشخاص عاديين، أو كهنة أو أساقفة، يجب مواجهته بحسم وحزم و بمحاكمات كنسية عاجلة ورادعة للكهنة أو الأساقفة الذين يخطئون في رمزهم الدين أو يسيئون للشعب أو الخدمة.
وتابع: «يجب التصدي بقوة القانون لبعض المسيحيين الذين لديهم مشكلات مع الكنيسة وتم استقطابهم من بعض التيارات المتشددة والجماعات الإرهابية للإساءة للكنيسة والبابا بسبب دوره في دعم «30 يونيو»، والجيش المصري والشرطة.
وأشار الناشط القبطي، إلى أن المسيحيين يعلقون آمالًا كثيرة في العام الجديد، ومنها تدخل السيسي للنظر في حالات المتهمين الذين تم تلفيق اتهامات ازدراء الأديان لهم، وسرعة الإفراج عنهم، مضيفا، «من ضمن آمال المسيحيين أيضًا إدراج جرائم الاعتداء على كنيسة أو على طائفة ضمن قانون مكافحة الإرهاب ليعاقب مرتكبي تلك الجرائم أمام «محاكم عسكرية»، ووضع منظومة لتأمين الكنائس.
و بشأن علاقة الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ«تواضروس»، قال بشري إن الخطاب الذي يرسيه السيسى فى علاقته بـ«البابا» عندما يناديه بـ«قداسة البابا»، يكشف عن تقديره له، مضيفًا أن البابا لا يمكن أن ينسى للرئيس زيارته لتهنئة بالعيد في أثناء صلاة القداس، مؤكدًا أنها سابقة لم تحدث في التاريخ.
وأكد «بشري» أن البابا يرى أن السيسي يمثل وسطية الإسلام، مضيفًا أن العام الجديد لن تحدث فيه أي خلافات بين الاثنين مهما سعى «أهل الشر» لضرب علاقتهما الجيدة.