رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: إعلان يوم 1 يوليو من كل عام يوما للتراث المصري

النبأ


مع قرب إطلالة  يوم 30يونية   وهو يوم الثورة التي أعادت مصر ثانية إلى حضن شعبها الاصيل   تحت قيادة إبن مصر البار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أرسى دعائم  ووضع أساس  الجمهورية الجديدة.
وانتهر تلك المناسبة الجليلة لأقدم التهنئة للشعب المصري  كله ولقيادته السياسية  السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وللجيش والشرطة المصرية وللحكومة والقضاء المصري الشامخ واعضاء مجلسي الشيوخ والنواب والأزهر الشريف والكنيسة المصرية ورجال مصر الشرفاء كل في موقعه وللعلماء والخبراء الوطنيبن كل في تخصصه بهذه المناسبة العظيمة التي كانت نقطة الانطلاق  ومحور  الارتكاز في تاريخ مصر المعاصرة.
غير إن ما يعنينا من كل 
إنجازات  تلك المرحلة المهمة من تاريخ مصر هو ما يتعلق بتراث  مصر وإلمشروعات القومية التي تهدف إلي إستعادة الوجه الحضاري المشرق لمصر؛  فإنه  علي الرغم من أهمية تلك المشروعات  فإن السيد الرئيس قد إنتصر للمواقع التراثية والاثرية في القاهرة التاريخية وذلك في اجتماعه التاريخي يوم الاربعاء7يوليو2021م  فقد  وجه بضرورة تدقيق الدراسات  والبيانات ذات الصلة في محور صلاح سالم لإنه يمر في المناطق التاريخية والتراثية بالقاهرة  التاريخية وهو ما تحدثنا عنه تفصيلا في بوست أو  مقال سابق في7يوليو2021م  واتبعناه بمقال اخر  في 9 يوليو 2023م وهو ( وماذا   بعد نصرة الرئيس السيسي للمواقع الأثرية والتراثية في القاهرة التاريخية).
وفي يوم الاثنين12يونية 2023م كان التوجيه التاريخي الثاني  بتشكيل لجنة برئاسة السيد رئيس الوزراء لتقييم الموقف  في إطار َ َخطط التطوير الجارية    المتعلقة بنقل مقابر السيدة عائشة والسيدة نفيسة والإمام الشافعي وإنشاء مقبرة الخالدين ووضع الحلول وطرح البدائل من أجل الخروج بتوصيات نهائية يعلنها  السيد الرئيس للزأي العام في1يوليو2023م، وهو ما تحدثناعنه تفصيلا في مقال أو بوست سابق (المؤرخ والشكر واجب للسيد الرئيس) في 12يونية2023م.

والحق  إن اهتمام السيد الر ئيس وتوجيهاته الدائمة  المشار إليها بل وفي غيرها من المناسبات تنطلق من حرصه الشديد على تراث  مصر  وإيمانه العميق بثقلها الحضاري ومقوماتها الثقافية  بمختلف مراحلها وتنوعاتها الكبري وهو ما يعبر عن الفهم العميق والإدراك   الواسع للتجربة التاريخية المصرية التي  درسها سيادته ووعاهاجيدا ولذلك  يوجه داذما إلى الجمع بين الأصالة والمعاصرة وتراث الماضي المجيد والعصرنة إذ يجب أن نكون في مستوى مصرنا بالنسبة للذات وفي مستوى عصرنا بالنسبة  لغيرنا والآخر؛؛  وبالتالي على الجهات التنفيذية المسؤولة عن هذه المشروعات  أن تكون على قدر الحدث والتوجيه  السامي فتسير وفق   رؤية السيد الرئيس وتلتزم حرفيا بتوجيهاته بمنتهي الامانةو الدقة والوطنية فلو فقدنا الماضي في هذه المنطقة   وتلك البقعة الطاهرة المقدسة من قرافة القاهرة وجبانتها الرئيسة التي لقبت بالبقيع الثاني وبغراس أهل الجنة وتضم أعلاما ورموزا ورجالا ونساءا قل ان يجود الزمان بمثلهم ويجتمعا سويا في صعيد واحد من جهة ومع تنوع وإبداع وروعة معمارية وفنية وادبية لايماثلها شئ في اي مكان آخر سواء في مصر أو خارجها من جهة ثانية ومع قيمة تاريخية واثرية وتراثية نادرة ايضا تزيد عن1420عاما من عمر الحضارة المصرية في العصور الوسطى والعصر الحديث وهو مالا يتوفر في مكان آخر في مصر وخارجها أيضا من جهة ثالثة ومع نسيج عمراني ومعماري  وبيئي وبصري متسق ومتلاحم مع كل عواصم مصر الإسلامية الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة وأسوار ها الايوبية ثم القلعة التي كانت بمثابة السوار حول المعصم ويشد  تلك الاسوار بعضها ببعض من جهة رابعة؛ ثم إن مايجري على أرض القرافة لايتسق مع الدستور والقانون ولا مع توجيهات سيادتكم السديدة من جهة خامسة.
فهل يعقل ياسيادة الرئيس ان  نفقد  هذه المنطقة الأثرية والتراثية  والتاريخية ذات النسيج الواحد المتلاحَم مع القاهرة التاريخية المسجلة على قائمة  التراث العالمي اليونسكو منذ عام1979م وعلى قاذمة التراث الإسلامي بالإيسيسكو منذ عام2019َم؛؛؛؛. 
وعلى ضوء توجيهات سيادتكم في هذا الشأن والتي تعد كالقانون واجب النفاذ والتنفيذ في الحال يجب أن تكون توصيات اللجنة متسقة  ومتوافقة مع رؤيتكم الثاقبةو توجيهاتكم السديدة حفاظا على تراث مصر الاصيل  ومقوماتها الثقافية المتنو عة والممتدة عبر اكثر من 1420عاما لان قرافة القاهرة وجبانتها الرئيسة  ووفقا لكل المعايير المحلية والدولية هي مقبرة الخالدين في حد ذاتها؛ وبالتالي لايجوز هدم اي مبنى أثري وتراثي منها  وفيها؛ وتهدم فقط العشوائيات المعتدية على القرافة في ظروف سابقة لا مجال للحديث عنها في هذا المقام. مع تطوير المنطقة  من خلال مسارات وبدائل  أخرى لا تعرض المنطقة لخطر الإزالة  والهدم والتشويه. وتقطيع اوصالها. ونسيجها العمراني  و البيئي والبصري وحرمها وخطوط التجميل المعتمدة لها. 
اما بخصوص مقبرة الخالدين التي وجهنم سيادتكم بإنشائها فهي خطوة جديدة غير مسبوقة ولكنها لاعلاقة لها بالقرافة والمدفو نين فيها بل يجب أن تكون خاصة بكل الرموز والقامات المصرية المسلمين والمسيحيين على السوأء بل والأجانب الذين كان لهم دور  في تاريخ هذا الوطن الحبيب  من مختلف العصور التاريخية وبالتالي تصبح هذه المقبرة الجديدة بهذه الصورة وذلك التصور سابقة حضارية وثقافية لسيادتكم  سوف يسجلها التاريخ باحرف من نور ولذلك فإنها يجب أن تقام في موضع مناسب ليس مكانه القرافة كما أنه ليس شرطا ان تضم رفاة.
كما أن التاريخ سوف يسجل لسيادتكم باحرف من نور حفاظكم على تراث مصر في قرافة القاهرة وجبانتها الرئيسة بمسمياتها المختلفة
وهو القرار التاريخي الذي ينتظر أن يسمعه الشعب المصري كله مسلمين ومسيحيين بل وشعوب العالم أجمع  المتابعين لكل مايجري على الساحة في مصر في 1يوليو2023م.

وإذا ما تحقق ذلك وأعلن على مسمع ومرئي  الجميع  في ذلك اليوم؛ فإني اتمنى كما يتمنى كل المصريين ياسيادة الرئيس  اعلان أن يكون ذلك اليوم1يوليو من كل عام هو يوم.
التراث المصري ليكون عيدا لكل المصريين يحتفلون فيه مع سيادتك بتراثهم وثقافتهم وحضارتهم وقوتهم الناعمة التي هي  مصدر إنبهار وإبهار  وإفتخار للعالم أجمع. 
حفظ الله مصر أرضا وشعبا وهويةوقيادة وجيشا وشرطة  وحكومة رشيدة وقوة ناعمة وعلماء وتاريخا وأثارا وحضارة وثقافة وتراثا إلى أن يشاء الله وحتى يرث الأرض ومن عليها اللهم أمين يارب العالمين.