خسارة 130 مركبة.. اشتباكات دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
استيقظ سكان الخرطوم على اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وقصف جوي ومدفعي وتبادل لإطلاق النار في مناطق متفرقة من المدينة، مع انقطاع تام للاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت استمر لمدة 8 ساعات.
ونفذ الجيش السوداني في الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عمليات عسكرية عبر قوات «المشاة» في مناطق واسعة بالخرطوم، بالتزامن مع استمرار طيرانه الحربي في شن ضربات جوية مكثفة على مواقع لقوات الدعم السريع في الأحياء السكنية.
ووفقًا لشهود عيان، بدأت المواجهات بين الطرفين منذ ليلة الخميس، بشن الجيش هجمات متتالية بالمسيرات على أهداف لقوات الدعم السريع تتحصن داخل أحياء منطقة شرق النيل.
ويأتي تصعيد العمليات العسكرية بين طرفي القتال في السودان، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش السوداني، تنفيذ عمليات عسكرية “ناجحة” بالعاصمة الخرطوم، وتكبده “بعض الخسائر”، فيما تحدثت قوات الدعم السريع عن قتلها مئات العناصر من الجيش.
وقال الجيش في بيان: “قامت قواتنا بعمليات تمشيط واسعة لمناطق بمدن العاصمة الثلاث (الخرطوم وبحري وأم درمان)، وكلها ناجحة وجرت كما هو مخطط لها”.
وأقر الجيش بحدوث خلال معارك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع “بعض الخسائر بجزء من محور بحري شمال الخرطوم”، واستدرك قائلا: “هي لم تؤثر على مجرى العمليات ولا علاقة لها بالأعداد الكبيرة التي وردت ببيان المليشيا المتمردة (الدعم السريع)، التي درجت على المبالغة والتضخيم الكاذب”، وفق البيان.
وفي وقت سابق، قالت قوات الدعم السريع في بيان، إنها صدّت هجومًا للجيش وكبّدته خسائر كبيرة في الأرواح والآليات.
وقالت «الدعم السريع» في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، إنها تصدت لهجوم من قوة للجيش السوداني، استهدف مواقع تتمركز فيها قواتها بمدينة بحري، وسحقتها بالكامل، واستولت على 130 مركبة عسكرية بكامل عتادها الحربي. وأضافت: «تم أسر العشرات من أفراد القوة المهاجمة، من بينهم ضابط برتبة عميد ركن، ومقتل المئات جثثهم ملقاة على الطرقات، من بين القتلى قائد القوة برتبة لواء وقائد ثان بالرتبة نفسها».
وأشارت إلى أن الجيش قطع خدمة شبكة الاتصالات بالتزامن مع هجومه على مواقع تمركز قواتها بالخرطوم للتغطية على انتصاراته. وبث أفراد من قوات الدعم السريع عددا من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لجثث قتلى الجيش في أرض المعركة التي جرت في شارع «الإنقاذ» بمدينة بحري، وعلى مدخل جسر الحلفايا الذي يربطها بمدينة أمدرمان.
وتجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في الخرطوم، بعد ساعات من الهدوء الحذر، وفق شهود عيان.
يأتي ذلك، غداة ترحيب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمخرجات قمة “دول جوار السودان” التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة الخميس، وشارك فيها قادة مصر وليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.
والخميس، أعلن قادة دول جوار السودان، اتفاقهم على “إنشاء آلية وزارية لوقف القتال” بين الأطراف السودانية المتحاربة والتوصل إلى “حل شامل” للأزمة.
ويتبادل الجيش السوداني و”الدعم السريع” اتهامات ببدء القتال منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.
وعلى مشارف شهرها الرابع، بلغت حصيلة الاشتباكات أكثر من 3 آلاف قتيل غالبيتهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، حسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.