الغرف التجارية تكشف أسباب تذبذب أسعار الذهب
شهدت أسعار الذهب العالمية حالة من التذبذب الحادة خلال الفترة الماضية، حيث سجل المعدن الأصفر قفزة غير اعتيادية في الصباح، وصل خلالها سعر الأوقية إلى 2758 دولارًا، ما يمثل ارتفاعًا بأكثر من 30 دولارًا خلال أقل من 48 ساعة.
وقالت شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن هذا الارتفاع الكبير في فترة زمنية قصيرة يعكس أوضاعًا غير طبيعية في الأسواق، إذ إن هذه القفزة كانت ستستغرق شهورًا وربما سنوات في الظروف الاعتيادية، إلا أن الذهب عاد في نهاية اليوم للتراجع بشكل حاد، ليصل إلى 2719 دولارًا للأوقية بحلول الساعة الثامنة مساءً، وهو ما يعكس مدى تأثير الاضطرابات الجيوسياسية العالمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط على الأسعار، وتأكيد الثقة في الذهب كملاذ آمن ومخزن للقيمة.
وفي تعليق على هذا التذبذب في مؤشرات البورصة العالمية للذهب، قال المهندس هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية: لا يزال سعر الذهب يشهد صعودًا مستمرًا منذ عدة أشهر، دون تسجيل أي هبوط حقيقي ملموس، فلم يستقر عند سعر متراجع إلا ليعود للصعود إلى قمة جديدة أعلى من التي تراجع عنها سابقًا.
وأضاف: منذ بداية أكتوبر، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 4.7% عبر قفزات متتالية، وهو ما يعد مؤشرًا على عدم وضوح الرؤى المستقبلية للصراعات الدولية في الشرق الأوسط والعالم، حيث لا يمكن لأحد التنبؤ ما إذا كانت الأسعار ستستقر أم ستعود للارتفاع المفاجئ وسط حالة الترقب للتوترات العالمية.
وتابع: هذا التذبذب العالمي انعكس على أسعار الذهب في السوق المحلية أيضًا، فقد شهدت الأسعار المحلية ارتفاعًا صباح اليوم، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 سعر 3753 جنيهًا للجرام، مقارنة بإغلاق الأمس الذي كان عند 3737 جنيهًا، ومع نهاية اليوم، ومع تراجع السعر العالمي للأوقية إلى 2719 دولارًا، انخفض سعر عيار 21 محليًا إلى 3720 جنيهًا للجرام، مما يعني أنه فقد المكاسب التي حققها خلال اليوم.
وأوضح ميلاد، أن هذا التراجع كان نتيجة مباشرة لانخفاض السعر العالمي، في ظل استقرار العوامل الأخرى التي تؤثر على أسعار الذهب المحلية، مثل سعر صرف الدولار وحجم العرض والطلب في السوق.
وواصل: ما زالت الأسواق العالمية والمحلية تترقب التطورات الدولية، خاصة تلك المتعلقة بالأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مسار أسعار الذهب، ومع استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار، يظل الذهب خيارًا آمنًا للمستثمرين الذين يبحثون عن حماية أموالهم، وسط توقعات باستمرار حالة التذبذب خلال الفترة المقبلة، واحتمال حدوث ارتفاعات جديدة إذا استمرت التوترات الحالية.