بعد مذبحة راموس.. الولايات المتحدة تسجل وفيات قياسية من الكحول والمخدرات والانتحار
أودت الوفيات المرتبطة بالكحول والمخدرات والانتحار بحياة 186763 أمريكيا في عام 2020، ما يمثل زيادة سنوية بـ20 بالمائة في معدل الوفيات المجمع وأكبر عدد من الوفيات الناجمة عن تعاطي المخدرات يتم تسجيله في عام واحد، وفقا لما ذكرته منظمة (تراست فور أميركان هيلث) المعنية بالسياسات الصحية يوم الثلاثاء.
اتفاع الوفيات بالولايات المتحدة بسبب الكحول والمخدرات والانتحار
وقالت المنظمة غير الحزبية: «بينما تتزايد الوفيات المرتبطة بالكحول والمخدرات والانتحار منذ عقود، كانت الزيادة في عام 2020 غير مسبوقة مدفوعة بزيادة بنسبة 30 في المائة في معدل الوفيات من المخدرات وزيادة بنسبة 27 بالمائة في معدل الوفيات من الكحول»، وفقا للمنظمة.
وكشفت المنظمة عن أنه زاد المعدل المجمع لوفيات الكحول والمخدرات والانتحار في جميع الولايات الخمسين باستثناء نيو هامبشاير، ولأول مرة تجاوزت ولايتان وهما فرجينيا الغربية ونيو مكسيكو عتبة 100 حالة وفاة لكل 100 ألف بسبب الكحول والمخدرات والانتحار مجتمعين في سنة واحدة.
وقال بنيامين ميلر، رئيس منظمة (ول بينغ ترست)، المشاركة في التقرير إنه «مع استمرار الاتجاهات في الاتجاه الخاطئ، يجب أن نسأل أنفسنا، ما الذي يتطلبه الأمر للانتقال إلى إجراء قوي وشامل؟ القصة وراء هذه البيانات هي أبعد من كونها مدمرة ومفجعة لتلك العائلات التي عانت من الخسارة».
مذبحة المدرسة الإبتدائية بولاية تكساس
إلى ذلك، وقع حادث إطلاق نار في الولايات المتحدة الأمريكية، أول أمس، أسفر عن مقتل 18 طفلًا ومدرّس واحد على الأقل حتى الآن، برصاص شاب اقتحم مدرستهم الابتدائية في ولاية تكساس، تلك المذبحة تُعد ثاني أكثر حوادث إطلاق النار دموية في المدارس الأمريكية.
من ناحيته، أعلن السيناتور الأمريكي رولاند غوتييريز، أنّ 18 طفلًا وثلاثة بالغين قضوا، في عملية إطلاق نار نفّذها في مدرسة ابتدائية بولاية تكساس شاب يبلغ من العمر 18 عامًا أردته الشرطة قتيلًا.
وقال حاكم ولاية تكساس الأمريكية، جريج أبوت، إن المراهق الذي أطلق النار على 21 شخصًا من التلاميذ والمعلمين في إحدى مدارس الولاية، كتب بعض المنشورات على موقع «فيسبوك» قبل قيامه بالعملية الإرهابية.
وأضاف حاكم الولاية أن المراهق الذي يدعى سلفادور راموس نشر على صفحته بـ«فيسبوك» منشورات قبل وصوله للمدرسة، وقال في المنشور الأول «سأطلق النار على جدتي»، لينشر بعده بوقت قصير منشورًا آخر «لقد أطلقت النار على جدتي».
وتابع: «قبل وصول سلفادور إلى المدرسة بنحو 15 دقيقة نشر منشورًا ثالثًا قال فيه (سأطلق النار على مدرسة ابتدائية)»، كما أوضح حاكم تكساس أن المراهق يبلغ من العمر 18 عامًا، ولا يملك سجلًا إجراميًا، أو تاريخًا معروفًا في الصحة العقلية.
وأشار أبوت إلى أن «التحقيقات قائمة ومعظم الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ومكافحة الإرهاب تشارك فيه»، موضحًا: «كان الأمر يتطور سريعًا في ولاية تكساس لولا الاستجابة السريعة لقوات الأمن».
وفي ذات السياق، قال الليفتنانت كريستوفر، مسؤول إدارة السلامة العامة، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» إن كل الضحايا الذين وقعوا ضحية الحادث كانوا طلابًا في الصف الرابع الابتدائي في مدرسة «روب» الابتدائية في يوفالدي، مضيفًا أنهم لم يتمكنوا من المغادرة والفرار، نتيجة لوجودهم داخل غرفة واحدة.
فيما استبعد «المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب» وجود خلفيات إرهابية واضحة للهجوم، الذي وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ«المذبحة»، وأضح من خلال التحقيقات أن المراهق من السكان المحليين وتصرف بمفرده، وأنه ترك سيارته في مكان قريب من المدرسة الواقعة في حي سكانه من المتواضعين، وتبعد منطقتها 120 كيلومترا عن الحدود مع المكسيك، وهي مدرسة تضم 500 تلميذ، أعمارهم ما بين 7 و10 سنوات.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد ساعات من توقيت الواقعة معلقا على الحادث داعيًا الولايات المتحدة بالوقوف في وجه «لوبي» الأسلحة النارية.
وخلال خطاب أطلقه من البيت الأبيض حول إطلاق النار الجماعي، موجهًا إياه إلى المواطنين، طرح سؤال قائلًا: «متى، حبًّا بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟»، وفقًا للموقع الإخباري الأمريكي «usatoday».
وتابع مُتأثرًا بمقتل كل هؤلاء الأشخاص: «كنت آمل عندما أصبحت رئيسًا ألا أضطر إلى التعامل مع ذلك مرة أخرى، فهي مذبحة أخرى لتلاميذ أبرياء في الصف الثاني والثالث والرابع».
وأضاف الرئيس: «كأمة علينا أن نسأل أنفسنا، متى باسم الله سنقف في وجه لوبي السلاح لقد حان الوقت لتحويل هذا الألم إلى عمل، من أجل كل والد، من أجل كل مواطن في هذا البلد.. ينبغي علينا أن نوضح لكل مسؤول منتخب في هذا البلد أن الوقت حان للتحرك». وأضاف: «عملت طيلة حياتي كسيناتور على تشريعات لإيقاف هذه الحوادث».
وقال الرئيس: «لا يمكن لطفل أن يذهب ويشتري بندقية، هذا أمر خاطئ.. يجب أن نقف في وجه هذه الصناعة»، ووصف تلك الأحداث بأنها تقع فقط في الولايات المتحدة الأمريكية: «هذا النوع من الحوادث لا يحدث سوى في الولايات المتحدة.. علينا أن نقف في وجه مجموعات ضغط الأسلحة».
وكشف البيت الأبيض أن الرئيس بايدن، أمر بتنكيس الأعلام إلى الغروب يوميا حتى 28 مايو حدادًا على ضحايا الهجوم على المدرسة في تكساس.